الثروة هي كل ما يملكه الانسان، والادخار هو السعي لعدم استنزاف كل تلك الثروة التي أنعم الله بها على الانسان بغير حول منه ولا قوة.
العقل ثروة؛ وتبديده في الأوهام والترهات أو تدميره بالمسكرات والمخدرات أو استنزافه فيما لا طائل من ورائه ولا مكسب من جرائه هو ضد فضيلة الادخار والأولى هو عكس كل ما سبق، ادخارا للجهد العقلي.
العافية ثروة من يستنزفها في إجهاد نفسه في أمور لا تفيد من قريب ولا بعيد أو من يضيعها بأي سلوك ينافي الصحة التامة هو يعمل ضد فضيلة ادخار عافيته لوقت يحتاجها فيه ولا يجدها، عافانا الله جميعا.
العمر ثروة من أهدره فيما لا ينفع به نفسه ولا ينفع به الناس، ووجد نفسه وقد تسربت سنواته أمام عينيه كما يتسرب الماء من بين يديه، يعمل ضد فضيلة ادخاره سنوات جهده وعافيته وتمام عقله لوقت يطلب فيه ساعة من الراحة وربما لايجدها ولا يجد من يرحم سنه فيمنحه إياها.
الأهل ثروة من أهدرهم بجفاف العاطفة وقلة التواصل والاهتمام أفقدهم الاهتمام به، وما أعطاه لهم بيمينه براً أو شراً سيلقاه منهم عاجلاً أو آجلا، ومن لم يستثمر فيهم فهو يعمل ضد فضيلة ادخار العواطف الدافئة والصلة الرحيمة التي يمكن أن يتلقاها منهم في حال تغيرت عليه الدنيا، أو استعطف فلم يجد غير الأهل يعطفون عليه.
يخطئ من يظن أن كل ذلك بعيد عن لغة المادة المباشرة، فالأحاديث النبوية الشريفة ربطت ربطاً مباشرا بين كل ذلك والمكسب المادي، وانظر مثلاً لقول النبي صلي الله عليه وسلم في الحث على صلة الرحم ترغيباً بالمكسب الدنيوي إلى جانب الأخروي:
“من أرد أن يبارك له في رزقه، وأن ينسأ له في عمره، فليصل رحمه”