ما أجمل البساطة والتواضع، فالناس لم يذهبوا لبعض من مجاعة ليأكلوا ما لذ وطاب عندهم، إنما ذهبوا للأنس ولكن البعض حول هذا الأنس والإخاء إلى تعب وهم وشقاء. فقل المتزاورون، وثقل الضيف على المزورين لما ذهبت البساطة، وطغت الكلفة.
يصّر صاحبنا على أن لا يدخل بيت زائره إلا شاريا معه شيء، وصاحب البيت يرهق أهله، ويفرغ جيبه من أجل زائر حبيب لم يكن يريد من وراء الزيارة إلا رؤية حبيبه، أو تفقد قريبه.
لذلك قل طرق الأبواب، وتزاور الأصحاب، وكثر التلاوم والعتاب.
ولو فهموا لعلموا أن الأمر كما قيل قديما: الكرم شيء هين.. وجه طلق وكلام لين!
ورحم الله من قال: أحب إخواني إليّ من لا يتكلف لي، ولا أتكلف له.
ورحم الله غيره عندما قال: زوال الكلفة يزيد الألفة
كم ظلمنا أنفسنا عندما ضيعنا التزاور من أجل كرم مستعار!
تبسطوا يرحمكم الله.. فالزائر بيته مملوء طعاما، والمزور نعرف أهله كراما!
جلسات الود مع الأحبة على كوب ماء، خير من تأخر البركة عن بيوت غاب عنها طرق الصلحاء!
أخيرا.. زوال الكلفة يزيد الألفة