المقالات

اشترِ بدون مال

مصيدة نقع دائماً في شباكها تدعى "البطاقات الائتمانية" وتتنوع أشكالها وصورها بدءً من "أمريكان اكسبريس" و "الفيزا" و "الماستر كارد" و ... الخ

وباختصار هي بطاقة أبعادها صغيرة ومفعولها كبير تمكنك من الشراء حتى وأن كنت لا تملك مالاً حتى وإن كان حسابك في البنك “يصوصو” من الجوع المالي فلن يكون ذلك عائقاً إن كنت تنوي شراء أي سلعة أو خدمة لأن تلك البطاقات ستغطيك مادياً لحد معين على حسب “علاقتك” المالية مع البنك وحجم التسهيلات التي استطعت أن تحصل عليها من البنك الذي تتعامل معه وحسب حجم راتبك أو رصيدك، وبعد أن تشتري بتلك البطاقة يكون الوعد آخر الشهر فإما أن تسدد أو تجدول لك المدفوعات على عدد من الأشهر مع احتساب سعر الفائدة أو المرابحة وسواء طالت المدة أو قصرت فإن “الحسابه بتحسب” والبنك “أبدا ما راح يشيل هم” عدم سدادك لأنه يضمن حقوقه بتحويل راتبك أو أنك صاحب حساب ثقيل ما “يصوصو” بسهولة وإذا “غلب حمارهم” ولم يستطيعوا تحصيل أموالهم فإنهم يلجئون لشركة “سمة” ويضعونك على القائمة السوداء “بلاك لست” ووقتها “قابلني” إذا استطعت أن تجد بنك آخر يتعامل معك أو يقرضك ووقتها ستذهب “برضاك أو غصب عنك” مرة أخرى وتسدد كل ما عليك من مستحقات للبنك “ولا تنسى الفوائد”!

الغريب أني عندما أتواجد في مجالس معينة ويأتي الحديث عن البطاقات الائتمانية أجد أن هناك أشخاص يفاخرون بأن حدهم الائتماني عالي فأجد أحدهم يقول تغطيني البطاقة حتى (10000) ريال فيقفز الآخر بكل نشوة ويقول أنا تغطيني حتى (25000) ريال ويفاخر الثالث بكل عظمة ويقول أنا أفضل منكما وتغطيني حتى (50000) ريال وحينها أقف حائر أمام تلك المشاهد، وأقول في داخلي “ليتكم تفاخرتم بحاجة عدله!”

أتعرف ما الفرق بين الثلاثة؟

الفرق من وجهة نظري في حجم المصيدة التي وقعوا فيها، فجميعهم فرائس وقعوا في شباك الصياد “البنك” والفرق فقط حجم تلك المصيدة، ونصيحتي لكل أولئك الثلاثة أن لا يتفاخروا مستقبلاً بذلك لأن ذلك ليس “فرحة” وإنما “خيبه”!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق